لهجة موصلية

لهجة موصلية

اللهجة الموصلية هي لهجة سكنة مدينة الموصل في شمال العراق. وهي إحدى لهجات بلاد ما بين النهرين الشمالية التي تعتبر امتدادا للهجات العربية التي سادت العراق والجزيرة الفراتية في العصر العباسي.

تحتوي اللهجة الموصلية كغيرها من لهجات بلاد ما بين النهرين الشمالية على بعض الخصائص القديمة التي توجد في العربية الفصحى بينما لا يوجد لها مثيل في اللهجات العربية الأخرى كالاحتفاظ بضمة تاء المتكلم في الفعل الماضي وكسر كاف المخاطب المؤنث. كما أنها، بالمقارنة مع لهجات بلاد ما بين النهرين الجنوبية تحتفظ بسمات اللهجات الحضرية من قبيل الاحتفاظ بحرف القاف مقابل قلبه إلى جيم فارسية وعدم استخدام نون النسوة. وقد تاثرت اللهجة الموصلية باللغة السريانية، والتأثر هنا من ناحية النحو ودخول المفردات السريانية إليها، كما دخلت بعض المفردات الفارسية خلال العصور الإسلامية الأولى والمفردات التركية خلال الفترات التي خضعت فيها الموصل لحكم سلالات تركية وتركمانية، وأخيرا دخلت بعض المصطلحات الإنكليزية والفرنسية وغيرها خلال نهاية الحكم العثماني وبعد فترة الانتداب البريطاني.

التقسيمات الفرعية للهجة الموصل.

يمكن تقسيم لهجة الموصل العربية إلى لهجات فرعية أهمها لهجة مسيحيي الموصل التي تمتاز باستخدام حرف الكاف لتحويل الفعل المضارع إلى فعل مضارع مستمر (عَيّاكِل بمعنى «يأكل (الآن)») بتفردها بأفعال خاصة كـ («عايَن» مقابل «َغَشَع» عند المسلمون، بمعنى «رأى») وظروف المكان («هونيك» مقابل «هْنوكَ» و«هون» مقابل «هوني») ومفردات مختلفة.

تختلف لهجات محلات المسلمين حسب قربها من أسوار البلدة القديمة إذ يزداد تأثير اللهجة البدوية كلما اقتربنا من أسوار المدينة. يستخدم موصليو مركز البلدة القديمة بادءة «قَي» لتحويل الفعل المضارع إلى فعل مضارع مستمر فيقولون «قَيّاكل» بمعنى «يأكل (الآن)»، ويستخدم موصليو أطراف البلدة القديمة بادءة «عَي» أو «جاعيَ» فيقولون «عَيّاكل.» كما أن الأولين يستخدمون مفردة «زِه» التي تفيد معنى (وأيضا) أو تفيد الحث، بينما قد يستخدم الأخيرون مفردة «زا.» والمفردتان تقابلان «عفيه» و«عاد» في اللهجة البغدادية ولا مقابل صريح لها في الفصحى.

كغيرها من اللهجات العربية، يكون فيها للنساء مفردات وتعابير خاصة من غير اللائق استخدامها من قبل الرجال، كتعبير «وي دادا» الذي يفيد الصدمة والانبهار.

الخصائص الصوتية بالمقارنة مع العربية الفصحى.

وهنالك بعض الكلمات تقلب فيها (الراء) إلى (وأو) مثل (عوق - خوقه) ويعني (عرق - خرقة).

تصبح (اصلو - قلمو - بيتو) وتحذف (الهاء) في الجمع الغائب مثل (بيتهم - كلبهم)

تصبح (بيتم - كلبم) وفي (معه) يقولون (معانو) وفي (هاهو) يقولون (هيانو).

فتصبح (ايغيد - ايغوح - انقول - انحط - انشيل - اتودي - اتدعبل).

ولاتدخل على الفعل المضارع مثل (يكتب - يأخذ - يعطي - ندفع).

وتدخل على الأسماء مثل (لسان - جمال - حصان - كثيرين) تصبح (السين - اجميل - احصان - كثيغين).

ولاتدخل على الأسماء المجرورة بحرف الباء مثل (بجيبه - ببيته - بفرحهم - بمطبخهم) تصبح (ابجيبو - إبيتو - إبفغحم - ابمطبخم).

فبعضها يضاف عليها حرفي (الواو - الياء) مثل (أخي - ابي)

تصبح (اخويي - أبويي).

وعند استعمال اداة الجر (على) قد تحذف اللام واللالف المقصورة وتتصل بالكلمة مباشرة مثل (على البيت - على الحرامي - على الجسر)

فتصبح (عالبيت - عالحغامي - عالجسغ)

تدوين اللهجة.

كُتبت كتب للهجة الموصلية، منها:

مستقبل اللهجة.

وفود الناس إلى الموصل ظاهرة مستمرة منذ بداية ظهورها في صفحات كتب التاريخ، ولطالما تنحّت لغات الوافدين ولهجاتهم لصالح لهجة الموصل الحضرية بعد مرور أجيال قليلة من الاستيطان، إلا أن بعض محلات الموصل وأطرافها يسكنها منذ عقود من لا يتكلم باللهجة الموصلية بل لهجة عرب الجزيرة الفراتية التابعة لمجوعة لهجات بلاد ما بين النهرين الجنوبية وعوائل كثيرة نزحت إلى الموصل من المحافظات الوسطى والجنوبية بسبب تدهور الوضع الامني في مدنهم وايضا نزوح الكثيرين من سكان الاقضية والنواحي في الموصل إلى داخل المدينة من اجل الدراسة في جامعة الموصل أو للعمل.

خلال العقدين الماضيين تراجع التكلم بلهجة الموصل بشكل دراماتيكي، فقلما يتم سماع من يتحدث بها خارج المنزل، كما أن استخدامها كلغة تخاطب في الشارع ضئيل للغاية. للهجة الموصلية لذلك أمل ضئيل في البقاء، والاحتمال الأكبر انقراضها كبقية لهجات بلاد ما بين النهرين القديمة، كلهجة بغداد في العصر العباسي التي انقرضت بعد عام 1831 بعد الطاعون وفيضان دجلة، ولهجة الدور التي انقرضت في القرن العشرين، بلغ عدد التقريبي للمتكلمين بهذه اللهجة 6.3 مليون نسمة في 1992.

المراجع.

المصادر:

  • https://ar.wikipedia.org/wiki?curid=81362
ali
ali